Breaking

Post Top Ad

Post Top Ad

lundi 16 avril 2018

ضربة الجزاء التي ساهمت في جنون ومتعة كرة القدم


منذ تأهل ريال مدريد إلى الدور نصف نهائي بدوري أبطال أوروبا، لم تمر الأيام الماضية بشكل طبيعي على عشاق كرة القدم الأوروبية وعشاق ريال مدريد بالتحديد، الجدل والضجة التاريخية التي رافقت تأهل الريال إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى حلبة عداء وكره شديدين بين جميع الأطراف، عداء وجدل لم ينته حتى اللحظة الحالية.

لا يوجد مجال للشك أن ركلة الجزاء كانت حدثا فريدا من نوعه، لكن في نفس الوقت لم تكن ركلة “فاضحة” إن صح التعبير، فرغم أن هناك كثيرين أكدوا بأنهم ضد احتساب الركلة إلا أن هناك كثيرين أيضا ومنهم خبراء في التحكيم أكدوا على صحة قرار الحكم باحتسابها، وبمعنى أصح، لم تكن ركلة جزاء ريال مدريد لقطة تمثيل بنسبة 100% بل كان هناك تدخل قوي من مهدي بنعطية وتلاحم بين اللاعبين داخل منطقة الجزاء، مما يجعل احتساب الركلة من عدمه يعود لتقدير الحكم للحالة.

والمثير في الأمر هو تلميح بوفون بأن الركلة ربما تكون صحيحة عبر قوله “لم أقل أنها غير صحيحة، قلت أنه مشكوك فيها” يجعلنا نتساءل، لماذا كل هذا إذا؟


في هذه المقالة، لست بصدد تحليل الحالات التحكيمية في تلك المباراة، إنما أريد أن أوضح بأن ما رسخ في أذهان كل منافسي ريال مدريد بأنه تأهل بمساعدات تحكيمية فاقت حد الخطأ البشري، وهو ما جعل الفكرة السائدة عن هذا الفريق بأنه يحصل على معاملة خاصة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وحينما أتت ركلة الجزاء ضد يوفنتوس في وقت كان فيه قادرا على إقصاء ريال مدريد انفجر كل ذلك في وجه زيدان ولاعبيه.

لا غبار على أن توقيت ضربة الجزاء كان مؤثرا للغاية، فلم يستوعب أحد كيف يمكن للحكم أن يحتسب ركلة جزاء في الدقيقة 93 بمواجهة مشحونة من هذا النوع، ورغم أنه لا يوجد قانون يدل على ذلك إلا أن العرف في عالم كرة القدم يدور حول عدم احتساب ركلات الجزاء الحاسمة في أوقات قاتلة، وكما نعلم جميعا فإن طبيعة البشر تجعلهم يهاجمون بضراوة أي شيء يشذ عن العرف والمألوف بشكل عام.


بوفون أسطورة حراسة عرين إيطاليا يحظى باحترام العالم أجمع لدرجة أنه حصل على التصفيق في سانتياجو برنابيو في وقت كان يوفنتوس متفوق خلاله بنتيجة 3-0 على ريال مدريد، وذلك عائد إلى أنها ربما تكون المباراة الأخيرة في مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ما أثر على الكثيرين هو ردة فعل بوفون، ثم تعرضه للطرد، وظهوره بحالة حزن شديدة بعد المباراة، إذ ساهم في تعاطيهم مع الحالة وجعلتهم يهاجمون ريال مدريد بضراوة الذي بنظرهم تحول إلى “مجرم سرق سيدة عجوز”. لا ننسى أن تعبير كيليني برشوة الحكم أثناء اللقاء كان مؤثرا أيضا على الفكر العام بالرغم أن كيليني نسي أن فريقه سبق له وأن نزل إلى القسم الثاني بسبب رشوة الحكام والتلاعب في نتائج المباريات.

وفي عدة جوانب، أثر ذلك على ريال مدريد. أولها جمهور برشلونة ووسائل الإعلام الموالية للنادي الكتالوني استفزت من إكمال الريال لمشواره في المسابقة وإمكانية حصوله على اللقب الثالث عشر بعد أن كان قريبا من توديع المسابقة، ومع وجود جدل على ركلة الجزاء اشتعلت الأجواء. ثانيا جماهير الفرق الأخرى حللت الموقف بأن اليويفا لن يحتمل خروج مدلليه من المسابقة كما يصفوهم، البرسا ثم ريال مدريد. أما ثالثا فجماهير الكرة الإيطالية بالتحديد ووسائل الإعلام كانت تحلم أثناء المباراة بريمونتادا تاريخية لكرتهم على كبيري إسبانيا، أولا روما ثم يوفنتوس، وحينما تلاشى الحلم بركلة جزاء في الدقيقة 93 لم يستوعب أحد ذلك.

وما صرح به زين الدين زيدان صحيح، ولم يخفي في كلامه أن هناك كارهين لريال مدريد، وهناك من يغار من نجاح هذا النادي، هذه مسألة طبيعية ما دام حقق 12 لقب لدوري أبطال أوروبا. هذا الكلام ليس إهانة للمنافسين لكنه محاولة لتحليل ما يحدث، فمن باب المنطق أن نتساءل، لو كان فريق آخر غير الريال هو من حصل على ركلة الجزاء بنفس حالة التدخل في وقت قاتل أمام يوفنتوس هل كانت ستحدث كل هذه الضجة؟

وفي جميع الأحوال، المواجهة انتهت وريال مدريد تأهل، إن كان يوفنتوس مظلوما فالكرة ستنصفه يوما ما، لكن لا نستطيع إنكار أن ما حصل من ضجة، وما سيحصل في الأيام المقبلة، هو جزء من جنون ومتعة كرة القدم.

2 commentaires:

Post Top Ad