على مدار
ما يقارب عقد من الزمن، اعتاد عشاق الكرة المستديرة تبادل أطراف الحديث عن نجمي ريال
مدريد وبرشلونة الإسبانيين، الدون كريستيانو والبرغوث ليونيل ميسي والمقارنات بينهما
على مستوى الأرقام والألقاب الفردية والجماعية الأوروبية والدولية. ويحدث أحيانا تبادل
ملاسنات بين عشاق الأسطورتين، واستهزاء ذاك بهذا. في حين أن رونالدو وميسي يحتسيان كأس قهوى
أو الشمبانيا في بيت أحدهما وفي منتهى الصداقة.
ويردد كثيرا
عشاق أفضل لاعب في العالم 5 مرات النجم البرتغالي الكبير مقولة "أنه ربما البرغوث
الأرجنتيني أكثر موهبة، ولكن صاروخ ماديرا أكثر شمولا لأنه يتمتع بالقوة البدنية الرهيبة
ويسجل بالقدمين والرأس بنفس الإتقان".
في الحقيقة،
لا يوجد مجال للشك أن هناك من لا يتفق مع هذا القول ولو جزئيا. لأن رونالدو البالغ من العمر
33 عاما بالفعل يمتلك القدرة على التسجيل بالقدمين والرأس وبنفس الكيفية ويسجل الكثير
من الأهداف بالقدم التي لا يلعب بها، اليسرى وكذلك يضع الكثير من الكرات في المرمى
من كل الزوايا من خلال الضربات الرأسية. كما انه يتميز
بأفضلية في الإرتقاء فوق الجميع.
في حين
أن ميسي صاحب الـ 30 عاما فهو يسجل أحيانا بالقدم اليمنى وبالرأس، ولكن أهدافا قليلة
مقارنة بالدون. ولكن من هذا المنطلق، لا يمكن القول بأن رونالدو أكثر اكتمالا من ميسي
كلاعب كرة قدم، ولكنه أكثر اكتمالا كمهاجم هداف، كلاعب ينهي الهجمات بالطريقة المثلى
ويرجح كفة فريقه. أما إذا نظرنا من منظور أكثر شمولا، فسنجد أن صاحب رقم 10 أسطورة
برشلونة أكثر اكتمالا من نجم أسطورة ريال مدريد، فليونيل يفعل كل شيء بالميليمتر عندما
يمتلك فريقه كرة القدم.
محبوب الملايين
ليونيل ميسي يقود الهجمة، يسقط إلى الخلف والى الأمام، ويقود الهجمة من جديد في
رمشة عين، يوزع اللعب، يقدم التمريرات بالمسطرة، يصنع الفرص ويسجل الأهداف. كل هذا
إن دل على شيء، إنما يدل على أن ميسي عبارة عن منظومة هجومية متكاملة، فقائد التانجو
ليس فقط مجرد لاعب هداف، ولكنه بارع في التسليم والتسلم تحت الضغط وتحت المراقبة
والحراسة الشديدتين، قراءة الملعب كمهندس الطوبوغرافيا، لا يكف عن إمداد زملائه بالكرات،
تكوين ثنائيات مع الرفقاء مثل داني ألفيس وجوردي ألبا، لاعب يقود السمفونية الهجومية
سواء في النادي أو المنتخب إلا أنه لم يقدم مستوى مقنع مع هذا الأخير.
و أما رونالدو
كما يقول البعض، فإن 90% من عطائه في الملعب هو تسجيل الأهداف، إذا أردت أن تشاهد لقطة
بارزة في إحدى مباريات كريستيانو، فإنها من المؤكد ستكون لقطة هدف، حيث أنه يمكن
أن يسجل في أي لحظة في غفلة من الخصم، هذا وأنه يرجع له الفضل الكبير في قيادة
منتخب البرتغال إلى بر الأمان في التظاهرات الأروربية. أما بخصوص ميسي، فالأمر مختلف تماما، فهذه اللقطة قد تكون تمريرة ساحرة
للزميل أمام المرمى مباشرة، قد تكون كرة مرت بين قدمي الخصم، قد تكون ركضا بالكرة ومراوغة
أكثر من 4 لاعبين من المنافس بكيفية لا تصدق .كل هذا ما يجعلنا نقول أن ميسي أكثر اكتمالا
من رونالدو، فهو بمفرده منظومة هجومية متكاملة.
وفي
الأخير، وبعيدا عن التعصب. من الصعب
مقارنة لاعبين لا يلعبون في نفس المركز، إنهما بمثابة “ماكينات أهداف” بأتم معنى الكلمة،
يعرفون كيف يختارون المكان الصحيح، وكيف يخدعون الخصم ويسبقوه نحو الكرة، يعرفون كيف
يسددون بالقوة والدقة اللازمتين. لاعبان يعول
عليهم يمكن لهما أن يقلبوا المباراة في أي لحظة. فهل سيدلون
بدلوهم في مونديال روسيا 2018؟ أم أن هذا المونديال سيكون بمثابة نهاية
أسطورتين؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire