يستضيف نادي برشلونة في مباراة حامية الوطيس، ضيفه إشبيلية في إياب
ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، في لقاء سيحاول فيه أصحاب الأرض تحقيق الانتصار بفارق هدفين
على الأقل من أجل التأهل إلى المربع الذهبي، بينما سيلعب الفريق الأندلسي على العديد
من الاحتمالات التي ستُخوّل له حجز تأشيرة العبور للمرحلة القادمة.
وفي هذا التقرير، نستعرض
الأسباب والعوامل التي ستجعل برشلونة مطالباً بقلب الطاولة على إشبيلية:
لا يوجد صك ضمان مسبق:
“البلاوجرانا لن يفوز بدوري أبطال أوروبا إذا لم يخرج من كأس الملك”،
“برشلونة ينبغي عليه التركيز على دوري أبطال أوروبا فقط”.. وغيرها من العبارات التي
ترددها جماهير البلاوجرانا على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات.
والحقيقة أنه لا يوجد مبدأ فيزيائي أو قانون رياضي يقول إن الخروج
من كأس ملك إسبانيا = التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، كما لا يوجد صكّ ضمان مُسبق
لذلك، وما علينا سوى أن نتذكر أن الفريق الكتالوني جمع بين اللقب القاري والبطولة المحلية
المذكورة في مناسبتين خلال العقد الأخير، مع وصوله لنهائي الكوبا ديل ري في عام
2011، قبل أن يخسره أمام ريال مدريد، وهي نفس السنة التي شهدت تتويجه الأوروبي الرابع
في تاريخه.
ثم كيف لنا أن ننسى أن النادي الكتالوني هو الفريق الوحيد الذي حقق
الثلاثية التاريخية مرتين؟ ولولا تلك الرأسية التي لا تصد ولا ترد في نهائي الميستايا
من كريستيانو رونالدو لحققها ثلاث مرات كإنجاز تاريخي.
صحيح أن أحد الأسباب الرئيسية لإخفاق برشلونة في دوري أبطال أوروبا
خلال السنوات الأخيرة يعزى إلى انكبابه على معانقة جميع الألقاب الممكنة، الأمر الذي
يجعل لاعبيه يصابون بالإرهاق في آخر الموسم، لكن علينا أن نتذكر أن برشلونة يمتلك في
هذا الموسم، دكة بدلاء قوية على خلاف المواسم الثلاثة الأخيرة.
المزيد من الأمل لدكة برشلونة:
ما من غافل ينكر أن دكة برشلونة طافحة باللاعبين الذين يريدون إثبات
أنفسهم وترسيخ أسمائهم في التشكيلة الأساسية لإرنستو فالفيردي، وهو ما يعني أن حصولهم
على المزيد من الدقائق سيُعطيهم جرعة أمل من أجل توسيع هامش مشاركاتهم بقميص البلاوجرانا.
تأهل برشلونة إلى الدور نصف النهائي سيعني أن لاعبي الدكة ستُتاح
لهم مبارتين إضافيتين لإعلاء صوتهم وإثبات قدراتهم، إضافة إلى الاحتكاك بالمستوى العالي
والرَّفع من منسوب تنافسيتهم، ما سيجعلهم متاحين بدنياً في الأمتار الأخيرة من الموسم.
الحفاظ على هيبة برشلونة:
يتم تحقيق هذه الهيبة من خلال وجود قالب تنافسي ومباريات للفوز وظروف
نفسية مواتية وأمور أخرى عديدة، لذلك فإن برشلونة سيحاول الفوز بهذه المباراة والتأهل
من أجل الحفاظ على السمعة التي كوّنها لنفسه خلال السنوات الأخيرة في المسابقات المحلية.
وغير بعيد عن السُمعة والهيبة، فإن برشلونة سيسعى أيضاً لتكريس بعض
الأمور الذي اشتهر بها خلال السنوات الأخيرة، ويتعلق الأمر بقدرته على قلب الطاولة
على خصومه في الكامب نو، فمن ذا الذي سينسى فوزه على باريس سان جيرمان بسداسية قبل
موسمين؟ ثم ماذا عن سحقه لميلان برباعية عام 2013؟ هذا بطبيعة الحال دون أن نغفل الريمونتادا
التاريخية على تشيلسي عام 2000، حين خسر ذهاباً بـ3/1 قبل أن يفوز إياباً بنتيجة
5/1.
الطموحات الفردية:
لا يخفى على أحد من متتبعي الكرة الإسبانية خصوصاً والكرة العالمية
عموماً، أن الأرجنتيني ليونيل ميسي يقدم مستويات رائعة هذا الموسم، وتراوده طموحات
حثيثة للجمع بين الألقاب الجماعية والإنجازات الفردية، وهو ما يجعل هذه المباراة فرصة
مثالية له للمُضي قُدماً نحو الانفراد بالمركز الثاني في جدول ترتيب هدافي كأس ملك
إسبانيا على مر التاريخ.
ويملك ميسي 49 هدفاً في بطولة الكوبا ديل ري، إلى جانب كوبالا نجم
برشلونة السابق الذي يملك بدوره نفس العدد من الأهداف، وسيُحاول البرغوث الأرجنتيني
المساهمة في تأهل البلاوجرانا إلى الدور القادم، بِغَرض الاقتراب من المتصدر ساميتيير
(69 هدفا) في مبارتي المربع الذهبي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire